مات النبى ” صل الله عليه وسلم ” ، وقبل دفنة إتجه أبو بكر وعمر لثقيفة بنى ساعده ، لعلمهم أن الانصار اتفقوا على تنصيب سعد بن عباده زعيم الخزرج ، زعيما للمسلمين ، خلفا لرسول الله ” صل الله عليه وسلم ” ، وبعدما أدلى عمر بدلوه ، وكذلك أبو بكر ، أختير أبوبكر خليفة لرسول الله ” صل الله عليه وسلم ”
هنا سؤال يطرح نفسه ، ومن الصعب تجاهله ، أيهما أولى .. الانشغال بدفن سيد الخلق ، والحزن عليه وعلى أكبر مصيبة واجهت المسلمين؟ (هذا دين )
أم الأولى الآن ، وضع أسس الحكم الإسلامى ، وقواعد اختيار الخليفة بعد رسول الله ؟ (هذه سياسة ودولة )
بل ماذا لو لم يذهب أبو بكر وعمر للثقيفة ؟
بل السؤال هنا الأكثر إلحاحا لو وضعنا فى اختيار بين الدين والدولة – الدين أولا أم الدولة ؟
وهل لو قدمنا الدولة على الدين يعد هذا انتقاص من فهمنا للدين وخطأ شرعى ؟
لا يخفى على أحد أن أبو بكر وعمر هم أكثر الناس فهما واستيعابا لمنهج الاسلام وتعاليمه ، فقد تعلماه من منبعه ، وعندما وضعا فى اختيار ، بين دفن النبى والحفاظ على الدولة ، اختارا الدولة ، لعلمهم أن هذا يتوافق مع الشرع ، ولعلمهم أنهما لو أجلا الأمر وقدما الدفن على الحفاظ على الدولة ، سيتناحر المسلمون وسيتنازعوا على الحكم .
وهنا ستنهار الدولة ، ولن يقوم للدين قائمة ، فهذا الموقف يثبت بما لا يدع مجالا للشك ، أن الدولة واستقرارها أولى ، لأن إذا أردت الحفاظ على الدين ، فحافظ على الدولة ، فكيف يمارس الناس شعائرهم فى ظل فتن وصراعات وبشر يتقاتلون؟ أو فى ظل انفلات أمنى وعدم استقرار؟ فإن استقرار الدولة يسمح للبشر بممارسة شعائرهم.
وهنا نجد أنه لا يستقيم الدين ، إلا فى ظل دولة ثابته الأركان مستقرة .
سوريا واليمن وليبيا وميانمار وغيرها ، دول ليست منا ببعيده ، هل عدم استقرارها مفيد للدين ، ام الاولى استقرارها أولا لينهض الدين؟
فالدولة هى الجسد والدين هو القلب ولا صلاح لقلب دون جسد فإذا اردت الحفاظ على الدين أيا كان ، فعلينا الحفاظ على الدولة فالدولة أولا ، ثم الدين . وذلك فى مصلحة الدين أيا كان
اللهم احفظ بلادنا واحفظ لنا معتقدنا