كتب ـ مبروك جوده :
من الطبيعى أن حياة البشر لها جناحان ليحيا الإنسان حياة سوية هادئة سليمة.
الجناح الأول هو الإقتصادى فهو يعمل ويجتهد ويجمع الأموال ويشترى العقارات والأراضى ويدخر هذا جناح .
وهناك جناح آخر وهو الجانب المعنوى الروحانى الإجتماعى وهذا يتمثل فى ارتباطاته.
ارتباطه بشريكة حياته وأولاده وجيرانه واصدقائه ، ارتباطه بوطنه وانتمائه له ومدى حبه ، ارتباطه بعقيدته والتزامه بالتعاليم الخاصة بها .
وهنا تتوازن حياة الفرد . يجتهد فى عمله ويذهب لبيته فيستريح بجلسته وسط شريكة حياته وأبنائه ، وبجلسته مع أصدقائه وزيارته للمرضى ، وصلاته وحجه وترابطه مع مجتمعه الذى يتألم لما يصيبه ، ويرفض ما يعيبه ويخاف عليه .
هنا نجد مجتمعا سويا متوازنا والفرد هنا يؤدى دوره تجاه عمله ومجتمعه ودينه وأسرته وبلدته فتسود الأخلاق ويترابط ويسوده جو من الألفة فى المجتمع .
منذ فتره ليست بالبعيده لم تتجاوز عقود معدوده سادت الرأسمالية ، وهى من وجهة نظرى بجناح واحد هو المال. النقود. الثروة فقط .
لا يوجد مقدس إلا المال والحصول عليه أيا كانت التضحيات. فقد يتم التضحية بالمبادىء والأفكار القويمه للحصول على المال يتم التضحيه بالجسد ويتم تعريته والمتاجرة به للحصول على المال يتم المداهنة للفسده والتقرب من أصحاب السلطة والمناصب للحصول على المال ، زادت الدياثة وانتشرت للحصول على المال ، انتشرت الرويبضة وتقوقع أصحاب الرأى السديد بسبب سيادة فكرة أن راس المال هو السائد فى الراسمالية ، يعلموننا أن من يحصل على المال يستطيع ان يحصل على كل شىء ، يصل لعضوية البرلمان رغم عدم معرفتة الفرق بين الناتج والإنتاج والموازنة والميزانية فى الراسمالية .
انتشرت المشاعر البلاستيك ، فالحب عباره عن أغنية ورقصة وفستان وحفل مبهر.
وطبعا النتيجه معروفه. طلاق وخلافات وفضائح على الميديا. لانه كله بلاستيك .
نجد صدقات وزكوات وبر بالفقراء والمحتاجين من أجل اللقطة. كله بلاستيك .
نجد قلة خدمات مع فروق طبقية رهيبه ، طبقه تكد وتكدح من أجل لقمة العيش واخرى تعانى من السمنه والتخمة المالية مع سيارات وفلل وقصور وطائرات. مجتمع بلاستيك .
نجد قتل أب لابنائه وقتل إبن لأبيه وأمه واخوته ، ووجدنا شكوك وخنقة وتشهير وعدم راحة ، وجدنا تحذير من الجيران والأعمام والاخوال .
وجدنا فضائح وتلفيق وكذب وسط كل هذا الكل غير سعيد غير مرتاح لأن الراسمالية أغفلت الجناح الآخر للحياة ، اغفلت المجتمع وترابطه ، أغفلت الروحانيات والجانب النفسى والمعنوى الموجود أساسا لإسعاد البشر .
فالمال وسيلة وجناح يستخدمها الإنسان فى الجناح الآخر ، يكون نتيجة ذلك سعادة وراحة وترابط وحب .
فالراسمالية والعولمة سرقت منا هويتنا وسعادتنا وراحتنا وأصبحنا ننبهر بكل ما هو غربى ونقلده ونحن مغمضى العينين ، فلا ننظر إلا للثروة التى سنكتسبها أو حتى يقال أننا متحضرون ومتقدمون .
وصدق رسولنا الكريم عندما قال ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع)
الرجاء عودا حميدا