وصاحبة الشأن هو أنا اللى هتجوز؟!!
تتخنق الام منة كلام ابنها اشرف وتخرج من الغرفه وهى منفعله وتذهب للحاج عبد الهادى .
متفهمنى يا حاج ليه عملت كده ؟ والبيت ماله كده يا حاج عبد الهادى .. العيال كده ىبقوا انانيين وكل واحد همه نفسه ودى كده مش عيشه .
الواد فاشل فى دراسته وكده هيفسد والبنت يادوب بتنجح ومش هاممها غير اللى عايزاه ومحدش فيهم بيسمع كلامى ، وكل ما اجى اربى يردوا عليه ويقولوا بابا عارف بابا عارف وانت تقوللى ملكيش دعوه خليهم ينبسطوا ويتمتعوا بخير ابوهم ، يا حاج انا خايفه على عيالى اووى ، كده مش صح .
يرد الحاج عبد الهادى : يخربيت الشهادات اللى بتاخدوها دى انت صدعتينا بتربيه اللى اخدتيها دى بقولك ايه سيبينى ابسط عيالى وافرحهم وامتعهم فى خيرى ولما يكبروا يبقوا يفهموا .
تقاطعه زوجته : مينفعش يا حاج التربيه منذ الصغر لازم تبقى شىء اصيل فى تربيتهم يا حاج ، يا حاج ارجوك ارجوك ساعدنى نربى العيال او على الاقل يسمعوا كلامى .
يرد : هنام ساعتين عشان اروح المول يالا اقفلى الباب .
المدرسة .. طابور الصباح .. كلمة الاستاذ عبده معلم اللغة العربيه .
يدور فحواها حول الاية الكريمة ( ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا )
حيث ربط الاستاذ عبده بين القرب من الله والبعد عن الله بسعادة الانسان ، ابرز لطلابة ان الانسان الذى يعيش فى كنف الله يؤدي عمله كطالب كمعلم ايا كانت وظيفته ويؤدى ما عليه تجاه ربه ومجتمعه ، سيكون ناتج هذا الامر السعادة فى الدنيا ، بينما البعيد عن ربه ولا يؤدى ما يطلب منه من تكاليف سيعيش عيشة ضنك سيئه حتى وان تقلد مناصب وحصل على اموال .
أنصت الطلبه والزملاء لكلام استاذ عبده ودخل الطلاب فصولهم ودخل كل معلم فصله وبدأت الحصه الاولى .
السلام عليكم .
وعليكم السلام يا استاذ عبده .
اتفضلوا اجلسوا .
شكرا .
كتب عنوان الدرس على السبورة وكان بعنوان (الاخلاق )
بدأ استاذ عبده درسه بابتسامة
وقال : قال نبينا صل الله علية وسلم ( إنما بعثت لإتمم مكارم الاخلاق )
وقال (أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم اخلاقا )
وقال الشاعر الجميل ( إنما الأمم الاخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا )
وقال الخوارزمى مؤسس علم الجبر هذا المبدع الرائع ومبتكر الأرقام العربية ( 1 – 2 ـ 3 – 4 ….. )
الاخلاق تمثل الرقم 1 فان اختلطت بعلم اضف للواحد صفرا فيصير 10
فإن زاد المال فاضف صفرا فيصبح 100
فإن زاد المنصب فأضف صفرا فيصبح 1000
فان كانت هناك قوه اضف صفرا ليصبح 10000
وان ذهبت الاخلاق احذف الواحد ليصبح 0000 لاشىء لا شىء
أراد ان يوصل الينا الخوارزمى ان لا صحه ولا قوة ولا مال ولا منصب ولا اى شىء حتى العلم له قيمه ان لم يوجد هناك اخلاق
يا ولادى الاخلاق هى من تجعلك انسانا صالحا مواطنا ايجابيا ابا فاضلا معلما ومربيا ، زوجا حنونا وطبيبا حاذقا ومحاميا إنسانا وجارا صالحا وصديقا صدوقا لن تصبح إنسانا تفوز بالدنيا وثواب الاخرة الا بالاخلاق .
فلابد ان تتحول الاخلاق لسلوك نمارسة لا نتغنى به ونردده فقط .
هنا يرفع أحد الطلبة يده لاستاذه طالبا الإذن له بالكلام فيأذن له معلمه .
يا أستاذ : هو من حق الاستاذ هانى شاكر منع مطربين من الغناء هل دى اخلاق ؟
يبتسم الاستاذ عبده ابتسامة خفيفة ممزوجة بحسرة ، يحاول منع ظهورها على تعابير وجهه ويقول : شوف يامحمد تعالى نشوف الموضوع ونحلله مدام وصلنا لفكرة الاخلاق على حدث شاغل الشباب ونتسائل :
هل الغناء حلال أم حرام ؟ وما هى ضوابطة المجتمعية ؟
حتى أولا الغناء ثلاث عناصر ( مؤدى وهو المطرب – كلمات – موسيقى وآلات )
ودى لازم نتكلم عنها جزء جزء لكى ندرك ما يدور وهوضحها باختصار شديد فلسنا رجال دين ولكن نعلم من الدين ما يجعلنا نحاول العيش بأمان والبعد عن ما يسىء لنا ، ولديننا ولمجتمعنا .
المؤدى لابد ان يؤدى بطريقه صحيحه بمعنى الا يوجد ميوعه او ايحاءات سيئة وهو يؤدى ولا يفعل ما يؤدى لنشر ما هو سىء فى المجتمع وغن اضطررنا ان تؤدى سيده فلابد ان تحتشم وتلتزم ، وان كان معظم المذاهب ترفض أن تغنى المرأة .
ننتقل للكلمات .. فلابد الا تصف شىء محرم وصفه خاصة فى جسد النساء ا وان يتحدث عن خمور او منكر او ما شابة .
ثم الموسيقى فواجب ان تكون بسيطة لا تحرك ساكنا اى لا تجعلك تتمايل وقت سماعها ولن اخوض فى الالات المحللة او المحرمة ففى هذا الامر خلاف .
ببساطة ( يجب ان يكون المؤدى رزينا بلا تمايل وكلماته لا تحادث غرائز او تساهم فى نشر رذيلة وموسيقاه هادئة )
نرجع بقه للسؤال بتاع زميلكم محمد وهو اننا فى دولة والدولة فيها مؤسات تنظم حياتنا تواجه وتمنع ما يضر المجتمع وتساهم فى نشر ما يفيده .
فمثلا اتحاد كرة القدم ينظم لعبة كرة القدم بتفاصيلها ويفرض عقوبات على الاندية او اللاعبين او حتى الجماهير التى تخالف قواعده او ترتكب خطأ تراه ضارا وفق لوائحها .
كذلك نقابة الموسيقيين رات ان هناك افراد يقولون كلمات لا تتماشى مع قيم مجتمعنا بل تساهم فى نشر رذيلة لفظية على الاقل ومؤديين يلبسون ثيابا لا تتماشى مع قيم المجتمع بل تساهم فى نشر الخلاعة ويتراقصون بشكل وكأنهم فى زار مثلما كان يفعل الجهلة لإخراج الجن والعفاريت .
ومهما اتفقت او اختلفت فواجب علينا احترام قرارات ومؤسسات الدولة طالما ذلك فيه فائده للفرد وللمجتمع .
بل اتمنى ان يمتد الامر لبرامج انتشرت زى التيك توك وما شابه ان استطاعوا عليهم تنقية التلفاز والسينما والمسرح والاحتفالات المخله والمهرجانات القبيحه ومنع اى شىء يتنافى مع قيم المجتمع ومع الايام .
ياولاد هتستشعروا كلامى وهتعرفوا انه ضروره لأمان المجتمع وسلامة .
هنا ينطق أشرف بن الحاج عبد الهادى: ميسيبوها يا استاذ وكل واحد براحته ” ههههه “مع ضحكه خفيفه مصطنعه فى اخر الجمله نشرت الضحك فى الفصل الدراسى .
انتظر لحظه الاستاذ عبد الهادى ثم تنهد وقال : يا حبيبى اولا اخطأت لانك تكلمت بلا استئذان والاستئذان هنا ليس لانى اتحكم فيكم ولكن ليسمع بعضنا بعضا حتى لا نتكلم وغيرنا يتكلم فلا يستمع بعضنا بعضا دى اول غلطه .
الثانية يا ابن الحاج عبد الهادى ختمت حوارك مع معلمك بضحك وكانك تسخر وتعرف ان ما تقوله لا يصح .
الثالثه :