كتب ـ محمد يس فرار الجوايدي :
إذا أردت أن تنال درجة أهل التقوى ، فعليك بالحياء من الله في الخلوات
وأعلم أنه يراك من فوق عرشه ومن فوق سبع سموات ، ويرى ما تتحرك به جوارحك ، وما توسوس به نفسك
عود نفسك على هذا الحياء ولو ساعة من نهار ، واحفظ تلك الساعة ، واكتم هذه المعاملة بينك وبين مولاك ، ولا تحدث بها أحد فينطفئ نور المراقبة من قلبك
تعود ذلك ساعة بعد ساعة حتى يصير الحياء من الله طبيعة فيك ، ولا يفارق خاطرك أن الله عز وجل يراك ، فينعم بذالك القلب ، وتسكنه الخشية والمهابة والحياء والتعظيم .
إن صبرت على ذلك مدة من الدهر في قيامك وقعودك واشتغالك وأكلك وشربك فأرجو أن ترتقي بذلك إلي درجة العارفين من أهل المعاملة والتقوى الباطنة لله عز وجل
إن أخذت من علم الحديث والفقه جمع لك بين العلم والعمل والمعرفة فصرت إماما يقتدى به ، وعليك بمفارقة الإخوان من أهل المنكر والفواحش الذين لا هم لهم ، ولا يظهر عليهم أثر المخافة من الله عز وجل .
عليك بالفرار من هؤلاء فرارك من الأسد ، ولكن حاسنهم في السلام والكلام
عليك بصحبة أهل التقوى والورع في الكلام والمأكل والملبس ، وأهل الأخلاق المرضية ، والوفاء في سائر أصناف العالم من الفقهاء وأهل السنة الذين يكونون على علم بالحديث والأثر .. وقليل ما هم
احفظ قلبك في الصلاة ، وكن حاضرا بين يدي مولاك ، واعلم بين يدي من تقف ، فإذا قرأت فاعلم أنك تناجي الله عز وجل ، واحفظ قلبك في الصلاة من الوسواس ، وكن كأنك بين يدي سلطان قاهر
فافهم ما تقول ومع من تقول ، وإذا ركعت فاعلم أن ركوعك تواضع لعظمة الله عز وجل ، وكذلك سجودك ، فكن بالقلب مع الجسد راكعا وساجدا
واحفظ القلب من الغفلة في الصلاة ما استطعت ، فإنك بذالك ترزق النور والإقبال من الله عز وجل إن شاء الله
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
اطلب قلبك في ثلاثة مواطن
عند سماع الـقـرآن
وفي مجالس الذكر
وفي أوقات الخـلوة
فان لم تجده في هذه المواطن
فسَلِ الله أن يمُنَّ عليك بقلب فانه لا قلب لك
اللهُم ارزقنا الخشية منك ياواحد يااحد
احسنت جزاك الله خيرا
? ? ? ?