كان العرب فيما سبق يستخدمون هذا التعبير في تجمعهم ، سواء كان للطعام ، او في جلسات الثمر التي كانوا يسمونها ” التعليلة “
كان صدر المجلس بتوسطه شيخ القبيلة ، وعن يمينه ويساره وجهاء وفرسان القبيلة ، والحكماء والشعار.
وكان صدر المجلس هذا ، هو من يسوس ويقضي في شئون وأمور القبيلة .. لذلك . لا يجلس فيه الا أصحاب العقل والحكمة والقوة ، وبدون محاباه لأحد.
كان هذا المجلس لا يكون بالانتخاب أو الاختيار ، بل كان يعرف الشاب منذ نعومة اظفاره بالذكاء والبلاغة ، وسرعة البديهة والحكمة والفروسية ، وعلى هذا يقربه شيخ القبيلة منه ، أي يجعله بجواره ، وكان يكني بهذا اللفظ ” ذيب العيال ”
يعني كان الأمر منوط بالسمات الشخصية والمهارات.
والسؤال هنا .. أين نحن من هذا ؟؟، وبمعني أدق مما كان يفعله الأجداد.
نحن اذا استطاع الشخص فينا ان يتمنطق ، آو عنده مال، او عنده مجموعة تؤيده بالباطل ، يسود ويسوس القوم ويجلس في صدر المجلس ، وهو لا يدري عن قيمة ولا أهمية هذا المكان ، او انه سيأخذ المجموعة كاملة الي الهاوية.
ويحضرني في هذا المقام قصة الإمام ابوحنيفة النعمان .. كان الإمام لا يستطيع ضم رجليه الاثنين في الجلوس ، وكان في حلقة العلم بالمسجد وسط طلابه ، يضم واحده ويمد الآخر ، وأثناء ذلك، دخل رجل حسن الهيئة وجلس في حلقة العلم ، فضم الإمام رجليه وتحمل من أجل هذا الرجل ، وكان الإمام يتحدث عن آداب الاستحمام في النهر ، وكان من هذه الآداب ان تجعل ظهرك الي الشط ووجهك للداخل .
فقال هذا الرجل با امام اخاف ان وليت ظهري سرقت ملابسي ، فقال الإمام قولته المشهورة ” الآن آن لأبي حنيفة ان يمد رجليه ”
ومن هنا نستخلص ، ان الذي يحدث الان ، وفي أيامنا هذه ، ولا يقال فيه الا. “اذا كان صدر المجالس هكذا فلا بارك الله فيمن صدرتهم المجالس ”