تخيل إنك ممكن تتسرق بمحض إرادتك!
تخيل إنك ممكن تجتهد عشان تتسرق!
طب تخيل إنك ممكن تجيب واسطة عشان تتسرق!
هتصدقني لما أقولك إنك ممكن تدفع فلوس عشان تتسرق!
طب إيه رأيك إنك ممكن تبالغ في مذاكرتك عشان تتسرق!
وبرده ممكن تعمل ماجستير وتأخذ أعلى الشهادات عشان تتسرق!
طبعا يبدو الكلام غريب .. ولكن تعالى معايا نستوضح الأمر سويا .
عندما تصبح موظفا في أي مصلحه ، فاعلم أنك سلمت نفسك للص ناعم ، لكنه لن يرحمك ، فعندما تكون موظفا ، عليك أن تضبط منبهك لتصحو مبكرا ، ولن تستمتع بنوم هانئ ، بعد السهرة الجميلة بالأمس ، لن تستطيع مغادرة المكان إلا بعد أن تترقب رئيسك ، أو تداهنه وتتملقه ، أو بعد مغادرته ،او تمشى مبكرا ، ويسرق التفكير متعة حياتك ،لأنك ستظل تفكر في عواقب هذا الفعل المشين ، من وجهة نظر مرؤوسيك .
إن كنت يوما لديك مناسبة طيبه لن تستطيع الغياب عن عملك ، إلا بإجراءات إن فعلتها مرة لن تستطيع تكرارها ، إن مرضت يوما لن يصدقوا كلامك ، إلا بقومسيون وكشف طبى ، يخص المؤسسه التى تعمل بها ، حتى طبيبك الخاص مشكوك فى تقريره عن مرضك ، بل أنت الآخر مشكوك فى مرضك من الأساس ، فأنت فى نظرهم متمارض ولست مريضا ، تنتظر طول العام شهر يوليو بداية العام المالى المصرى ، ليزيد مرتبك بضع جنيهات ، لا تكفى لبضع لترات من البنزين ، بل هى لا تتجاوز التيبس( البقشيش) الذي تعطيه مطربه او راقصه ، للسايس او عامل الاسانسير الذى فتح لها باب السيارة او الأسانسير ، ستظل كموظف تنتظر القوانين الجديدة ، رغبة فى معيشة افضل ، ودائما سترى منشورات ترقبوا حياة افضل ، ومرتب افضل ، ومعاملة آدمية أفضل ، والإنتظار مميت وقاتل للنفس البشرية ، وقاتل للإبداع .
ستظل منتظر طلوع من هم أعلى وظيفة منك معاش او نقل لتترقى ، رغبة منك بقتل الروتين الذى اعتدت عليه ، لسبع او عشر سنوات ، وبعدها ستجد أن لا شىء تغير سوى المسمى الوظيفى فقط ، وحياتك كما هي كموظف ، نفس الروتين ، نفس المواعيد ، بل نفس الزملاء والقوانين ، ستجتهد وتدخر مدخراتك في صناديق النقابة التابع لها ، والتأمينات لكي تحصل عليها عندما تخرج من هذه الوظيفة ، يااااااااااه.
الحمد لله.. طلعت معاش ..تعالى بقه أقولك .
انسرق من سيادتك عمرك .. فلن تتركك الوظيفة إلا بعد الستين وما أدراك بما بعد الستين .
لن تتركك الوظيفة إلا بسكر وضغط وروماتويد وعقد وكلاكيع نفسية ، نتيجة للخنوع والخضوع والطاعة الغير مبررة ، التى اعتدت عليها من سن العشرينات حتى الستينات .. أخذت الوظيفة صحتك وشبابك وعمرك.
وقتها فقط ستدرك انه لا صحه للاستمتاع بما ادخرته من جنيهات معدوده ، وزوجتك ستجدها في رمقها الأخير ، بلا صحة ولا جمال هى الأخرى ، فقد كانت تنتظر تفرغك لتستمتع معك بحياتها ، ستعرف وقتها أن الوظيفة سرقتك بمحض إرادتك ، وأنت فقط من سعيت واجتهدت ، لكي يتم سرقتك فى النهاية ، أقول الوظيفة من سنوات ، كانت تمنعك من الفقر ومن الغنى ، حاليا تمنعك من الغنى وتجعلك فقيرا ، الحمد لله فلت منيهم ( بصوت الممثل محمد سعد )