جدو جدو ؟
نعم يا عبد الله
يعنى ايه عمرة اللى جدو عبده وتيته هيروحوها؟
هنا يرد الجد منصور وينصت الكبير والصغير
العمرة هى شعيرة ومنسك من شعائر الدين الاسلامى ، فعل بعضها سيدنا ابراهيم ابو الانبياء ، وبعضها زوجته هاجر ، وقد فعلها الرسول محمد صل الله علية وسلم ، وقال للمسلمين ( خذوا عنى مناسككم )
لهذا نقلده ونقلد سيدنا ابراهيم والسيدة هاجر ام نبى الله اسماعيل .
لما بيقرر حد يعمل عمرة اول حاجه بيعملها بينوى بقلبه انه ناوى يروج لمكه ، عشان يعمل نفس المناسك اللى عملها الرسول صل الله عليه وسلم .
يبدأ أحمد بالكلام : وايه هى يا جدى ؟
يرد الجد .. بيشترى ملابس اسمها ملابس الإحرام ، وده عباره عن قماش ابيض لا يوجد به اى مخيط لستر العورة ، وبيتلف حول الوسط وقطعة ثانيه حول الصدر ، وبيبقى الكتف الشمال مكشوف ، ده طبعا بالنسبه للذكور من الرجال المسلمين ، بينما النساء يلبسن ما يسترهن سواء ابيض كالرجال أو اسود ، مع كشف الوجه ان كانت منتقبة ، فلا نقاب فى العمره ونكتفى بالحجاب الشرعى مع كشف الوجه .
هنا تقاطع ريم جدها قائلة : مش فاهمه حاجه يا جدو .
يبتسم الجميع ويضمها الشيخ منصور ويقول .. شوفى يا ريم ، جدو عبد الله هيلبس ملاية بيضا ، وتيته هتلبس عبايه بيضا او سوده ويسافروا السعوديه عند الكعبه فهمتى كده ؟
أيوه يا جدو فهمت انا شاطره صح ؟
طبعا يا حبيبة جدو شاطره خالص .
ثم يلتفت الشيخ منصور موجها كلامه ل ايمن واحمد والحاضرين .
بعد الذهاب الى مكه ، على الفرد أن يحرم من منطقة معينه حسب البلد الذى ياتى منها ؟
هنا يقول أحمد : يا جدى يعنى ايه يحرم ؟
يرد الشيخ يعنى يتوضأ ، او يغتسل ويلبس لبس الاحرام الذى اشتراه ثم ينوى ( اللهم عمره عن نفسى) أو عن فلان ، ان كان يعتمر لأحد غيره .
ومنذ هذا الوقت أصبح على المعتمر اشياء كانت حلالا ستصبح حراما ، مثل مثلا اتيان الزوجه وملاطفتها ، مثل قص الشعر ، مثل الذهاب للعمل ، مثل اى امر من امور الحياه .
وليس على المعتمر الا ان يفعل مناسك العمره ، ومن هنا سبب التسمي هذا لبس الاحرام او يعنى ايه يحرم دى شبه تكبيرة الإحرام الموجوده فى الصلاه ، فعندما يقول المصلى الله أكبر يصبح الكلام حراما بعد ان كان حلالا ، يصبح الأكل والشرب حراما بعد ان كان حلالا ، كل شىء كان حلالا يصبح حراما ، ولم يعد اى شىء حلال الا منسك الصلاة وشعائرها ، ودى سبب التسمية بتكبيرة الاحرام .
هنا عبد الله يقول : جدو انا فاهم انا شاطر صح؟
يرد الشيخ منصور طبعا يا عبد الله بس قوللى فهمت ايه؟
يرد عبد الله الصغير ويقول يعنى يلبس ويقول هعمل عمره وبعدها يعمل بقه اللى الرسول كان بيعمله .. صح يا جدو صح اه صح يا جدو ؟
يبتسم الشيخ منصور كعادته ويقول صح يا عبد الله انت عسل وقمر .
يستطرد الشيخ منصور ، بعد الإحرام يتجة المعتمر للمسجد الحرام ويطوف حول الكعبة سبعة أشواط تبدأ بالحجر الاسود ، وبعد الانتهاء يصلى ركعتين ، ويكثر من الدعاء لنفسه ولمن يحب .
ثم يتجة للسعى بين الصفا والمروة سبعه مرات .
وهنا تقاطعة ريم الصغيرة يا جدو هى مروه بتعمل عمره ؟
يبتسم الجميع بل وتعلوا الأصوات بالضحك ، وهنا يربت الجد الكبير على كتف حفيدته ويقول لها هحكيلك حكاية صغيره يا حبيبة .
جدو زمان من سنين كتيره اوى اوى كان فى المكان اللى جدو عبده رايح يعمل فيه عمره وهو الكعبه والمسجد الحرام والحته اللى حواليه كانت صحراء ، وكان هناك أم اسمها هاجر وابنها اسماعيل بيرضع ، لسه لوحدهم هناك بعد ما سابهم الراجل بتاعهم ، وهو نبى الله ابراهيم ، تركهم وقالهم ربنا هيرعاكم ، وهو أمرنى بكده .
تقاطع ريم جدها وتقوله : يعنى هو سابهم ومشى يا جدو؟ كده هيموتوا .
يبتسم الجد ويبتهج قلبه من حصافة حفيدته وذكائها وفهمها ويرد : ربنا بلغ سيدنا ابراهيم انه يسيبهم هنا ، وربنا مش هيخليهم يموتوا يا ريم .
المهم السيده هاجر قعدت تدور على اى ميه عشان تشرب هى وتسقى ابنها عشان يعيشوا ، ف لقت جبل اسمه الصفا ، راحت عنده تدور ملقتش فراحت الناحية الثانية لقت جبل اسمه المروة ، ملقتش برده ، وفضلت رايحه جايه رايحه جاية سبع مرات بين جبل الصفا وجبل المروه ، عشان كده اللى بيعمل عمره بيفضل يتحرك بين الصفا والمروه هناك ، عشان نتذكر ما فعلته السيده هاجر وهى بتسعى بين الجبلين .
يقاطعه عبدالله وكأنه غار من حديث جده مع اخته وأراد ان يشترك فى الحوار الدائر فقال : جدو وهى ملقتش ميه كده بقه ماتوا؟
يرد الجد : لا يا عبد الله لما رجعت هاجر لقت تحت رجل ابنها عين ميه بتجيب ميه من تحت الارض لوحدها كده ، قعدت تلم وتحجز على الميه وتقول زم زم ، يعنى وكانها بتحاول تمنعها فسميت العين دى ( زمزم ) وهى دى اللى بنشرب منها لما بنروح هناك .
يقول أحمد : يا جدى ما شاء الله زمزم بيجيب ميه منذ هاجر واسماعيل حتى يومنا هذا ، شىء جميل ورائع .
يقول الاستاذ عبده : والاجمل يا أحمد ، ان ملايين معتمرين وحجاج كل عام بيشربوا وبياخدوا معاهم وهما مسافرين ، بل وعرفنا ان المملكه العربيه السعودية بتودى ميه للمدينه المنوره كمان للمسجد النبوى ، فمن يتواجد بالمسجد النبوى هو الآخر ، يشرب من ماء زمزم .
تشترك أم ايمن فى الحديث وتقول: ربنا يوعدنا يارب ، هى فايدتها ايه يا أبا منصور ؟
يرد الشيخ منصور والد زوجها الاستاذ عبده : قال النبى يا غاليه (زمزم لما شرب له) المعنى ببساطة ان وانت بتشرب من ماء زمزم انوى وادعى ان ربنا يعافيك من شىء ما وثق فى ذلك وبعون الله سيعافيك المولى عزوجل وكن على يقين من ذلك ولا تختبر الله فالله لا يتم اختباره يا أم ايمن ، يعنى لما تكونى لا قدر الله مريضه متشربيش من زمزم وتقولى اما اشوف هيحصل ايه ، فكلام الرسول لاشك فيه ، والله عز وجل لا يختبر ، علينا ان نتيقن من ذلك ، وان تأخر الشفاء سيكون لحكمة لا يعلمها الا الله .
فجأه نظر الجد منصور الى حفيدته ريم وقال ها يا ريم عرفتى بقه يعنى ايه مروه؟
ريم ترد: ايوه يا جدو جبل يعنى جبل
يستطرد الجد ويكمل حديثة ويقول
تعليق واحد
تعقيبات: عائلة الحاج منصور .. حلقات يرويها ـ مبروك جودة ( 3 ) | الجوايدة